Tuesday, January 04, 2005
وحياة سيدنا الحمار
يقولون ان اثنين من حرامية الحمير الذين يظهرون في القرى الجرنوكيا في هجر، بين الحين والآخر, قد تسللا في الظلام الى احدى الزرائب وسرقا حمارا سحباه الى خارج القرية.....وسارا به في الظلام حتى وصلا الى منطقة فيها بصيص من النور ..وعندئذ تبين لهما ان الحمار الذي سرقاه حمار هزيل معتل الصحة ولايقوى على السير بطريقةالحمير الاخرين........وأنه باختصار شديد عبارة عن جلد علىعظم، ومستعد للنفوق في اية لحظة.......وطوال الطريق ظل اللصان يندبان حظهما التعس الذي اوقعهما في هذا الحمار الذي لايساوي شيئا في سوق الحمير....بل ولا يوجد أي مغفل يمكن ان يشتريه ولو بأبخس الاثمان....
وفجأة و توقف الحمار عن السير وسقط على الارض وانتفض مرتين ثم نفق ومات...وزادت بالتالي هموم اللصين في تلك الليلة الشؤم... فجلسا على الارض ليستريحا قليلا ،، وليفكروا في طريقة لسرقة حمار آخر بدلا من الحمار النافق.
وكان اللص الاول اذكى قليلا من اللص الاخر..فقال أن من الواجب اولا دفن الحمار لاخفاء جسم جريمة السرقة..فقال اللص الغبي ان لاداعي لدفن الحمار ومن الافضل ان يبحثا اولا عن حمار آخر يسرقاه..... فأصر اللص الاول على موقفه...بل وقال من الافضل أن يقلعا عن سرقة الحمير من زرائب الفلاحين، لأنها مهنة شديدةالخطورة، وأن يبحثا عن طريقة للحصول على اموال الناس ..وياحبذا لوكان ذلك يتم برضاهم! ..يعني بصراحة أن النصب أحسن من السرقة وأكثر أمنا..!
ولكن كيف السبيل الى ذلك؟
وظل اللصان يفكرا ويفكران الى أن طرأت الفكرة الجهنمية في رأس اللص الذكي قال ان عليهما ان يدفنا الحمار ويقيما فوقه ضريحا صغيرا..وعليهما ان يقنعا الناس من سكان القرية وسكان القرى المجاورة بأنهما غريبان كانا قادمين في صحبة رجل صالح اسمه الشيخ حمار..وهو رجل كان حبيبا للحمير وعطوفا عليها ،وله بركات يعرفها كل الحمير ،وكل اصحاب الحمير، وكل من يرغب في امتلاك حمار...
وقال اللص الغبي : طب وبعدين..؟!
فقال اللص الذكي مواصلا عرض فكرته الجهنمية ان حبكة هذه القصة تقتضي ان يدعيا ان الشيخ حمار قد مات عندما حل اجله في هذا المكان ولأنهما من مريدي هذا الشيخ فقد اقاما له ضريحا حيث مات ودفن، لتستمر بركاته على الحمير في كل ارجاء المنطقة وعندما تساءل اللص الذكي:وكيف سنحصل على النقود من الناس...ان الحصول على النقود هو الهدف المنشود....فكيف نحققه؟
فأجاب اللص الذكي بسولة ان الأمر بسيط...مجرد صندوق من الخشب يسمى(صندوق النذور) يضع فيه طالب الحاجة ماتجود به نفسه.... ومجرد عمامتين خضراوين يلبسانها كمظهر مميز لمهنتهما الجديدة وان عليهما ان يمارسا من الآن فن الاجابة على جميع الاستشارات المحتملة الخاصة بالحمير وشئونها المختلفة.
وهكذا اقيم للحمار النافق ضريح شاعت شهرته ...واخذ اصحاب الحمير يقصدونه ليبارك حميرهم ..واذا مرض حمار او اصيب فان صاحبه ينذر نذرا لسيدنا الحمار اذا شفي حماره او عادت اليه عافيته ...
كما كان من لا يملكون حميرا يطلبون من سيدنا الحماران ان يستجيب لدعائهم ويحقق لهم آمالهم المنشودة.. كما كان الناس يلجأون اليه ايضا اذا حبلت حماراتهم لطلب السلامة في الولادة والنسل الطيب......
وكان اللصان يشرفان بعناية على شئون الضريح ويحصلان من الناس على اتعاب محترمة...وكانا يبيعان ايضا احجبة وتمائم لتعليقها برقاب الجحوش الصغيرة لتقيها شر اعين الحاسدين،وتمنحها القوة والعافية والصبر.... وكلما ذهب احد الناس الى السوق ليبيع حمار او ليشتري... لابد ان يمر اولا على ضريح سيدنا الحمار ليدفع المعلوم ليحصل على بركة بيع الحمار .....ونظرالأاهمية حمير المنطقة وارتباطهاالشديد بحياة الناس ، فقد كان القسم بحياة سيدنا الحمار لاينزل الارض، ولايمكن الحنث به او التلاعب عليه... وهكذا مرت الايام والشهور والسنين.. واصبح اللصان من كبار الاثرياء.
ولكن لان اللص يظل دائما لص ، فقد كان كل من اللصين يسرق زميله بين حين وآخر..وفي احد الايام اتهم اللص الغبي زميله اللص الذكي بأنه يسرق بعض الاموال من صندوق النذور ويأخذ أكثر من نصيبه...واخذ اللص المتهم يحاول ان يبرىء نفسه من تلك التهمة فقال لزميله : وحياة سيدنا الحمار ....انا ماعملت كده!.
فقال اللص الغبي :انت تحلف لي بسيدنا الحمار .....
دا
احنا
دافنينوا
سوا
أعجبتني فقلتها لكم
Read or Post a Comment
<< Home